أنا لَسْتُ أنْكِرُ وَجْهَهُ
يبدو مِنَ الشُّبُهاتِ مألوفاً،
وهذا الحزنُ أعْرفُ كُنْهَهُ
كان النقيضَ وشِبْهَهُ
أنا لست أنكر أنني عَلَّقْتُهُ يوماً
كَجَرْوِ الكلْبِ
أو قَلَمِ الرصاصِ
وسِرْتُ مُندفِعاً تجاهَ البحرِ
ثُمَّ رَمَيَتْهُ
للحوتِ والظلماتِ والسفنِ الغريقةْ
لكنني أَلْفَيْتُهُ
كالفأرِ
مُنْتَظِراً أمامَ البابِ
صُحْتُ: أَعُدْتَ ثانيةً إليَّ؟
أجابَ: نيرانٌ صديقةْ!
سَيَنامُ فَوْقَ وسادتي العَزْباء مُرْتَعِداً
سَيَرْمقُني
أُدَثِّرُهُ بِبَسْمَلَتَيْنِ صافيَتَيْنِ
ثُم يغطُّ في سِنَةٍ مُفَخَّخَةٍ
ويّتْركُ لي شَهيقَهْ
سَيُفيقُ حين أَغُضُّ جَفْنَ الليلِ
يَجْذبُني برَأْسِ وساوسي
لِظلالِ قَرْيَتِهِ
المُطِلَّةِ مِنْ رَذاذِ الصبْرِ
مِنْ زَغَبِ الحظائرِ
مِنْ عصى الشيخِ "المُطَوَّعِ"
مِنْ فناجينِ المساءِ
ومِنْ مَصاطبِها الحَكيمةِ
مِنْ بَنادِرِ جُوعِها المَلَكيِّ
مِنْ كَلَفٍ بها،
سَتُحيلُنا عَتَباتُها أَنْصافَ آلهةٍ
وتَعْبُدُنا الخليقةْ
وكَثَعْلَبَيْن مُعَذَّبَيْنِ
أُعيدُهُ لحضارةِ النصِّ المُشَفَّرِ
للرغيفِ البُنْيَوِيِّ
ونَرْتّدي أزْياءَ عُمَّالِ الحداثةِ
نَقْرَأُ الصحفَ السمينةْ
ونذوبُ كالفَصَّينِ في شَبَقِ المدينةْ!