أول السطر
في زحمة السكون المطبق، والهدوء المميت غير مرة قال لي بوفاء:
بحبر أقلامك؛
مرات ومرات..
تحري الحقيقة!!!
وسط السطر
في عمان؛ وحيث تقطن الحقيقة كما يحلو لي أن أنعت ذلك المكان (المكتبة)!! كانت "الثريا" تمسك بالجزء الثاني من كتاب معجم الأعلام للزركلي-النسخة لا تعار- في مؤسسة تعليمية خاصة!؛ فإذ بإحدى الأخوات تظهر بالغ الأسى قائلة-كمقدمة لذلك-: دائما أراك هنا. أجابتها "الثريا" بالصمت، ثم أردفتْ قائلة: ما الذي أتى بك هنا؟ أجابتها "الثريا":الذي جئت من أجله. فهِمتْها،وقالت: لا والله أنا لم آتِ للبحث، المكتبة كغيرها من مكتبات المؤسسات التعليمة الخاصة فقيرة جدا! ليس بها مصادر لنا نحن كطلاب دراسات عليا. قالت لها الثريا: عمَ تبحثين؟ قالت: والله يا أختي منذ يومين أبحث عن معجم الأعلام للزركلي رغم قناعتي بعدم وجوده وهكذا بالفعل هو غير موجود، أجابتها "الثريا": أمتأكدة؟ قالت : ما يبالها شطارة، والله ما موجود يا أختي، أنا رايحة مكتبة جامعة....
ناولتها "الثريا" أحد أجزاء معجم الأعلام الذي كان بيدها، بجحت عينيها وقالت في انبهار: ما صحيح موجود؟! أجابتها "الثريا" بحديث ظاهرة الدعابة، باطنة السخرية: ما صحيح إنك بحثتي عنه يومين، ما صحيح إنك دراسات عليا عليا _التكرار مقصود _!!!
لِمَ آلة العود صوتها كالذي عرفناه إلا لأنها جوفاء كصاحبنا الذي ربما حاله ذات حال التي تبحث يومين عن معجم الأعلام ولم تجده.
إن كان بعضنا هكذا فقد كتبت إليكم لتعذروهم لأنهم أحد الوجهين والعملة واحدة:
فإما أنه يبحث في لغات الآداب الكونية وبالتالي فأمهات المصادر والمراجع العربية-الكامل للمبرد،والشعر والشعراء لابن قتيبة، والذخيرة للشنتريني، ويتيمة الدهر للثعالبي،ونقد الشعر لابن جعفر وغيرها وغيرها- قد عرف جوهرها وفي هذا الحال على جامعاتنا ومؤسساتنا تلك التي يقال أن "مكتباتها فقيرة" أن تفخر بهذا الطالب وأمثاله لأنه أحصى هذه الكتب قراءة وفهما وهو الآن يقرأ ما لدى الآخر من كتب ومع الأسف هذا ما يدفعه للتبرم من عدم وجود كتب تشبع نهمه
أما الوجه الثاني لهذه العملة-وهذا ما أرجحه بناء على القصة الحقيقية السابقة وغيرها- فلأنه سمعهم يقولون مكتبة الجامعة أو الكلية فقيرة فارتاح لما يقولون دون أن يتعب نفسه بالبحث عن الحقيقة، كبخلاء الجاحظ:حينما يحتالون على الضيف خشية أكل طعامهم بأن: الطعام مالح ولا يستساغ فلا يكلف نفسه عناء تذوقه..
آخر سطر
يكتب د. عائض القرني ناصحا لطلاب العلم بأن منهم من يسعى للبحث عن الكتب الغريبة حتى في عنوانها، وهو لم يطلع على الكتب القريبة المأخذ، يبحث عن تفسير هاتك للقرآن! وهو لم يقرأ تفسير ابن كثير.
أوغل في الدين برفق ..
أوغل في العلم برفق ..
*أجزاء من النص تم اقتباسها..
