وداعا ايتها الغاليه (خاطرة)

السلام عليكم ..


.

صبيحةُ يومٍ مُشرقٍ مملؤ بالنشاطِ والحيوية .. كانتِ اسهُم الشمــــسُ فيه تغازلُ سِتار الغرفةِ المظلمة
لتُعطيها املاً بيومٍ جديد ..ودغدغتِ تــــــــغاريدُ الطيور آذانَ النائِمين تحثهم على الانطــلاقِ ...ف قبلَ
سويعاتٍ مِن الان قُمتُ لتلبيةِ النــداء .. عيـدُ المسلميــنِ.. يوم الجمعةِ المميــز بكُلِ تفاصيلة ..استكملتُ
كُل الـــــشروط .. النية .. النظافة .. الهيئة.. الترتيب .. والدُعاء .. فنظرتُ الى الغــــالية وأبسمتُ لها
ولك اكــن اعلــم بانها نظرة مُــــــــفارق .. اصطحبتُها معي فهي من كانت " تقودني " و " تحــميني "
مِن زلاّت وشــرورِ العالم الارضــي ..



وصلنا الى المكانِ المعـهــود .. فتركتُها تحتَ ظِــلالِ شجــرة وغازلتها بأن تنتظــرني هُناك ريثما انتــهي ..
ابت ان تُفارقني ولكــن الاوامـر هـــي الاوامر فلابُد ان اتركــــها واسلُك ذآكَ المــدخل الجميــل .. كان لقـطةً
حــزيــنة تُدمــعُ الاعين حينما ادرتُ وجههــــي عنهــا لاتركها وحيــده .. فنظرَ اليّ البنجالــي بــائِع الفــجل
الذابل بنــظرةِ براءة وهــز رأســـــهُ بتلقلق وقال :ارباب مافي مسكل انتــه روه الله كــريم .. وخلي محبوبة مال
انتــه تحت هازا سجره ..


تركتها هناك بعــزلة بجنبِ بائِع الفجــل وأمنتــهُ عليها وحدثتهُ عن صولاتها وجــولاتها وبطــولاتها معــي
والدمعُ يُــــغطي مــلامحُ وجـــــهــي لابتعــد عنـــها رويـــــــداً رويــداً حتــى غــــــابت عن نــاظري ..قبعتُ
هـــــــناكَ الــــســاعةَ والــربع لاخــرُج بعــدها مُهــــرولاً بلهفــة المُشــــتاق .. وجُــــــراءة المجنــون بـــينَ
طوابيــر عامرة .. زاخرة ... تخيلتُهـــا تحتَ سمــــــاء مــــــاطرة .. ولحضـــاتٍ ســاخِرة .. اخترقتُ جموعــاً
بــــاهرة .. كانت ملاييــن الافكار تدور فالخـــــاطرة ..


خرجتُ مهــرولاً للشــجرة.. ابحثُ عن ظِــلاها التي تحـــركت بضعة سنتميترات .. ولكن لم اجــد الغاليــة
حيثما تركتها .. كان المشهدُ مؤلــــماً فعلى الارض كانت هناك مئـات اوراقِ الفـــجــلِ الذابلة .. تحتَ شمسٍ
حــامية .. كانت ظِلالها خــاوية .. ويلكَ ويلكَ يامن قهــرتني مالكَ الا الهاوية .. انكاسر وانحسار وامل والم
وحُزن وشقاء .. فأتكيتُ على احــدِ اغصان تلكَ الشجرةِ وانا مهموم . في لحضةٍ كان عنوانها "رحلت الغالية "
..

ماهي الا ثواني معدوده حتى رأيتُ نبراس الفتــى الطمبل يركضُ نحوي وقد غطــى العرقُ جسمهُ كــاملاً ..
وصل لـــــضلال تلك الشجرة وهــو يلهث ويقول : ز ... ز ... فقلتُ له ويحك تكلم مابكَ ياطمبل ...فأنقضت
دقيقتين وانا احــاول استخلاص شيءٍ منه .. واخيــراً تـــــمالكَ نفسةُ وقال : ز .. زنوبتك الخضــراء سرقها
البنجالي بو يبيــع الفجـــل..فتوجعَ قلبي لفراق زنوبتي العزيزة ..فتوعدتهُ بالانتقام و بجمــعة مُقبلة حاسِمة ..
فقلت للطمبل عبارتي المشهـورة " اني لنويت ان ابيــعه كما يُباع الفجل " ..
القضية :

يــا اخــوان والله ماصارت هــذي قضية عـوده .. سرقة " الــزنانيب " في وضحِ النهار .. نــروح نصلي
الجمعــة ويسرقوا النعلان ونرجع حافيين .. من اوجع واحفى ماقرأت ..

جُمعة مملؤة بالاجر والثواب ..


خاطرة رواها رجل يائس
[quote]